• Breaking News

    مفاهيم يجب تصحيحها

    نحن فى بركة الرسول



    نسمع كثيراً من الناس يقولون : نحن في بركة الرسول r ، أو معنا بركته r وسئل عن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية فقال : وأما قول القائل : نحن في بركة فلان أو من وقت حلوله عندنا حلت البركة ، فهذا الكلام صحيح باعتبار ، باطل باعتبار ، فأما الصحيح : فأن يراد به أنه هدانا وعلمنا وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر ، فببركة اتباعه وطاعته حصل لنا من الخير ما حصل ، فهذا كلام صحيح ، كما كان أهل المدينة لما قدم عليهم النبي r في بركته لما آمنوا به    وأطاعوه ، فببركة ذلك حصل لهم سعادة الدنيا والآخرة ، بل كل مؤمن آمن بالرسول وأطاعه حصل له من بركة الرسول بسبب إيمانه وطاعته من خير الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله .

    وأيضاً : إذا أريد بذلك إنه ببركة دعائه وصلاحه دفع الله الشر وحصل لنا  رزق ونصر فهذا حق ، كما قال النبي r :
    ((وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم)).
    وقد يدفع العذاب عن الكفار والفجار لئلا يصيب من بينهم من المؤمنين ممن لا يستحق العذاب ، ومنه قوله تعالى : } وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ إلى قوله : لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً { .
    فلولا الضعفاء المؤمنون الذين كانوا بمكة بين ظهراني الكفار لعذب الله الكفار.
    وكذلك قال النبي r :
    ((لولا ما في البيوت من النساء والذراري لأمرت بالصلاة فتقام ، ثم  انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة معنا فأحرق عليهم بيوتهم)) ..
    وكذلك ترك رجم الحامل حتى تضع جنينها ، وقد قال المسيح عليه السلام :  } وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ { ، فبركات أولياء الله الصالحين باعتبار نفعهم للخلق بدعائهم إلى طاعة الله ، وبدعائهم للخلق وبما ينزل الله من الرحمة ويدفع     من العذاب بسببهم حق موجود ، فمن أراد بالبركة هذا ، وكان صادقاً فقوله حق .
    وأما ((المعنى الباطل)) فمثل أن يريد الإشراك بالخلق : مثل أن يكون رجل مقبور بمكان فيظن أن الله يتولاهم لأجله ، وإن لم يقوموا بطاعة الله ورسوله ، فهذا جهل ، فقد كان رسول الله r سيد ولد آدم مدفون بالمدينة عام الحرة ،     وقد أصاب أهل المدينة من القتل والنهب والخوف ما لا يعلمه إلا الله ، وكان ذلك لأنهم بعد الخلفاء الراشدين أحدثوا أعمالاً أوجبت ذلك ، وكان على عهد الخلفاء يدفع الله عنهم بإيمانهم وتقواهم ، لأن الخلفاء الراشدين كانوا يدفعونهم إلى ذلك ، وكان ببركة طاعتهم للخلفاء الراشدين ، وببركة عمل الخلفاء معهم ينصرهم الله ويؤيدهم ، وكذلك الخليل r مدفون بالشام وقد استولى النصارى على تلك البلاد قريباً من مائة سنة ، وكان أهلها في شر ، فمن ظن أن الميت يدفع عن الحي  مع كون الحي عاملاً بمعصية الله فهو غالط .
    وكذلك إذا ظن أن بركة الشخص تعود على من أشرك به وخرج عن طاعة  الله ورسوله ، مثل أن يظن أن بركة السجود لغيره ، وتقبيل الأرض عنده ، ونحو ذلك يحصل له السعادة ، وإن لم يعمل بطاعة الله ورسوله ، وكذلك إذا اعتقد أن ذلك الشخص يشفع له ، ويدخله الجنة بمجرد محبته ، وانتسابه إليه ، فهذه الأمور ونحوها مما فيه مخالفة الكتاب والسنة ، فهو من أحوال المشركين وأهل البدع باطل   لا يجوز اعتقاده ولا اعتماده .
           كذا في الفتاوى (ج11 ص113)
    ]  ]  ]

    ليست هناك تعليقات:

    Fashion

    Beauty

    Travel