• Breaking News

    مفاهيم يجب تصحيحها

    بيان ان وجوب التوبة عام فى كل الاشخاص فلا ينفك عنه احد البتة


    شروط التوبة
    التوبة واجبة فى حق كل الاشخاص

    وهو الذى يقبل التوبة عن عباده
    بيان أن وجوب التوبة عام في الأشخاص والأحوال فلا ينفك عنه أحد البتة
     اعلم أن ظاهر الكتاب قد دل على هذا إذ قال تعالى : ﴿ وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ﴾ (النور : 31) فعمم الخطاب ، ونور البصيرة أيضا يرشد إليه ، إذ معنى التوبة الرجوع عن الطريق المبعد عن الله المقرب إلى الشيطان ، ولا يتصور ذلك إلا من عاقل ، ولا تكمل غريزة العقل إلا بعد كمال غريزة الشهوة والغضب وسائر الصفات المذمومة التي هي وسائل الشيطان إلى إغواء الإنسان . إذ كمال العقل إنما يكون عند مقاربة الأربعين ، وأصله إنما يتم عند مراهقة البلوغ ، ومباديه تظهر بعد سبع سنين ، والشهوات جنود الشيطان ، والعقول جنود الملائكة ، فإذا اجتمعا قام القتال بينهما بالضرورة ، إذ لا يثبت أحدهما للآخر لأنهما ضدان ، فالتطارد بينهما كالتطارد بين الليل والنهار والنور والظلمة ، ومهما غلب أحدهما أزعج الآخر بالضرورة ، وإذا كانت الشهوات تكمل في الصبا والشباب قبل كمال العقل فقد سبق جند الشيطان واستولى على المكان ووقع للقلب به أنس وإلف لا محالة مقتضيات الشهوات بالعادة وغلب ذلك عليه ويعسر عليه النزوع عنه ، ثم يلوح العقل الذي هو حزب الله وجنده ومنقذ أوليائه ، من أيدي أعدائه شيئا فشيئا على التدريج ، فإن لم يقو ولم يكمل سلمت مملكة القلب للشيطان ، وأنجز اللعين موعده حيث قال : ﴿لأحتنكن ذريته إلا قليلا ﴾ (الإسراء : 62) وإن كمل العقل وقوي كان أول شغله قمع حنود الشيطان بكسر الشهوات ومفارقة العادات ، ورد الطبع على سبيل القهر إلى العبادات ، ولا معنى للتوبة إلا هذا ، وهو الرجوع عن طريق دليله الشهوة وخفيره الشيطان ، إلى طريق الله تعالى ، وليس في الوجود آدمي إلا وشهوته سابقة على عقله وغريزته التي هي عدة الشيطان متقدمة على غريزته التي هي عدة الملائكة ، فكان الرجوع عما سبق إليه على مساعدة الشهوات ضروريا في حق كل إنسان نبيا كان أو غبيا ، فلا تظنن أن هذه الضرورة اختصت بآدم عليه السلام ، وقد قيل :
    فلا تحسبن هنداً لها الغدر وحدها           سجيـة نفس كـل غانية هنـــد
     بل هو حكم أزلي مكتوب على جنس الإنس لا يمكن فرض خلافه ما لم تتبدل السنة الإلهية التي لا مطمع في تبديلها ، فإذن كل من بلغ كافرا جاهلا فعليه التوبة من جهله وكفره ، فإذا بلغ مسلما تبعا لأبويه غافلا عن حقيقة إسلامه فعليه التوبة من غفلته بتفهم معنى الإسلام ، فإنه لا يغني عنه إسلام أبويه شيئا ما لم يسلم بنفسه ، فإن فهم ذلك فعليه الرجوع عن عادته وإلفه للاسترسال ، وراء الشهوات من غير صارف بالرجوع إلى قالب حدود الله في المنع والإطلاق والانفكاك والاسترسال وهو من أشق أبواب التوبة ، وفيه هلك الأكثرون إذ عجزوا عنه ، وكل هذا رجوع وتوبة ، فدل على أن التوبة فرض عين في حق كل شخص يتصور أن يستغني عنها أحد من البشر كما لم يستغن آدم ، فخلقه الولد لا تتسع لما لم يتسع له خلقة الوالد أصلا . وأما بيان وجوبها على الدوام وفي كل حال فهو أن كل بشر فلا يخلو عن معصية بجوارحه ، إذ لم يخل عنه الأنبياء كما ورد في القرآن والأخبار من خطايا الأنبياء وتوبتهم وبكائهم على خطاياهم ، فإن خلا في بعض الأحوال عن معصية الجوارح فلا يخلو عن الهم بالذنوب بالقلب ، فإن خلا في بعض الأحوال عن الهم فلا يخلو عن وسواس الشيطان بإيراد الخواطر المتفرقة المذهلة عن ذكر الله ، فإن خلا عنه فلا يخلو عن غفلة وقصور في العلم بالله وصفاته وأفعاله ، وكل ذلك نقص وله أسباب ، وترك أسبابه بالتشاغل بأضدادها رجوع عن طريق إلى ضده والمراد بالتوبة الرجوع ، ولا يتصور الخلو في حق الآدمي عن هذا النقص ، وإنما يتفاوتون في المقادير ، فأما الأصل فلا بد منه ، ولهذا قال عليه السلام : (( إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة))[7] الحديث ،  ولذلك أكرمه الله تعالى بأن قال : ﴿ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ﴾ (الفتح : 2) وإذا كان هذا حاله فكيف حال غيره .
     فإن قلت : لا يخفى أن ما يطرأ على القلب من الهموم والخواطر نقص ، وأن الكمال في الخلو عنه ، وأن القصور عن معرفة كنه جلال الله نقص ، وأنه كلما ازدادت المعرفة زاد الكمال ، وأن الانتقال إلى الكمال من أسباب النقصان رجوع ، والرجوع توبة ، ولكن هذه فضائل لا فرائض ، وقد أطلقت القول بوجوب التوبة في كل حال ، والتوبة عن هذه الأمور ليست بواجبة ، إذ إدراك الكمال غير واجب في الشرع : فما المراد بقولك : التوبة واجبة في كل حال ؟ فاعلم أنه قد سبق أن الإنسان لا يخلو في مبدإ خلقته من اتباع الشهوات أصلا ، وليس معنى التوبة تركها فقط ، بل تمام التوبة بتدارك ما مضى ، وكل شهوة اتبعها الإنسان ارتفع منها ظلمة إلى قلبه كما يرتفع عن نفس الإنسان ظلمه إلى وجه المرآة الصقيلة ، فإن تراكمت ظلمة الشهوات صار رينا كما يصير بخار النفس في وجهه المرآة عند تراكمه خبثا ، كما قال تعالى : ﴿ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ﴾ (المطففين : 14)  فإذا تراكم الرين صار طبعا فيطبع على قلبه ، كالخبث على وجه المرأة إذا تراكم وطال زمانه غاص في جرم الحديد وأفسده وصار لا يقبل الصقل بعده وصار كالمطبوع من الخبث ، ولا يكفي في تدارك اتباع الشهوات ، تركها في المستقبل ، بل لا بد من محو تلك الأريان ، التي انطبعت في القلب ، كما لا يكفي في ظهور الصور في المرآة قطع الانفاس والبخارت المسودة لوجهها في المستقبل ما لم يشتغل بمحو ما انطبع فيها من الأريان ، وكما يرتفع إلى القلب ظلمة من المعاصي والشهوات فيرتفع إليه نور من الطاعات وترك الشهوات ، فتنمحي ظلمة المعصية بنور الطاعة ، وإليه الإشارة بقوله عليه السلام : (( أتبع السيئة الحسنة تمحها ))[8] فإذن لا يستغني العبد في حال من أحواله عن محو آثار السيئات عن قلبه بمباشرة حسنات تضاد آثارها آثار تلك السيئات ، هذا في قلب حصل أولا صفاؤه وجلاؤه ثم أظلم بأسباب عارضة ، فأما التصقيل الأول ففيه يطول الصقل ، إذ ليس شغل الصقل في إزالة الصدإ عن المرآة كشغله في عمل أصل المرآة فهذه أشغال طويلة لا تنقطع أصلا ، وكل ذلك يرجع إلى التوبة ، فأما قولك : إن هذا لا يسمى واجبا بل هو فضل وطلب كمال ، فاعلم أن الواجب له معنيان : أحدهما ما يدخل في فتوى الشرع ويشترك فيه كافة الخلق وهو القدر الذي لو اشتغل به كافة الخلق لم يخرب العالم ، فلو كلف الناس كلهم أن يتقوا الله حق تقاته لتركوا المعايش ، ورفضوا الدنيا بالكلية ، ثم يؤدي ذلك إلى بطلان التقوى بالكلية ، فإنه مهما فسدت المعايش لم يتفرغ أحد للتقوى ، بل شغل الحياكة والحراثة والخبز يستغرق جميع العمر من كل واحد فيما يحتاج إليه ، فجميع هذه الدرجات ليست بواجبة بهذا الاعتبار ، والواجب الثاني هو الذي لا بد منه للوصول به إلى القرب المطلوب من رب العالمين والمقام المحمود بين الصديقين ، والتوبة عن جميع ما ذكرناه واجبه في الوصول إليه كما يقال : الطهارة واجبة في الصلاة للتطوع أي لمن يريدها فإنه لا يتوصل إليه إلا بها فأما من رضي بالنقصان والحرمان عن فضل صلاة التطوع فالطهارة ليست واجبه عليه لأجلها ، كما يقال : العين والأذن واليد والرجل شرط في وجود الإنسان ، يعني أنه شرط لمن يريد أن يكون إنسانا كاملا ينتفع بإنسانيته ويتوصل بها إلى درجات العلا في الدنيا ، فأما من قنع بأصل الحياة ورضي أن يكون كلحم على وضم [9] وكخرقة مطروحة فليس يشترط لمثل هذه الحياة عين ويد ورجل ، فأصل الواجبات الداخلة في فتوى العامة لا يوصل إلا إلى أصل النجاة ، وأصل النجاة كأصل الحياة ، وما وراء أصل النجاة من السعادات التي بها تنتهي الحياة يجري مجرى الاعضاء والآلات التي بها تتهيأ الحياة وفيه سعى الأنبياء والأولياء والعلماء والأمثل فالأمثل ، وعليه كان حرصهم ، وحواليه كان تطوافهم ، ولأجله كان رفضهم لملاذ الدنيا بالكلية ، حتى انتهى عيسى عليه السلام إلى أن توسد حجرا في منامه ، فجاء إليه الشيطان وقال : أما كنت تركت الدنيا للآخرة ؟ فقال : نعم ، وما الذي حدث ؟ فقال : توسدك لهذا الحجر تنعم في الدنيا فلم لا تضع رأسك على الأرض ؟ فرمى عيسى عليه السلام بالحجر ووضع رأسه على الأرض ، وكان رميه للحجر توبة عن ذلك التنعم ، أفترى أن عيسى عليه السلام لم يعلم أن وضع الرأس على الأرض لا يسمى واجبا في فتاوى العامة ؟ أفترى أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لما شغله الثوب الذي كان عليه علم فى صلاته حتى نزعه [10] وشغله شراك نعله الذي جدده حتى أعاد الشراك الخلق [11] لم يعلم أن ذلك ليس واجبا في شرعة الذى شرعه لكافة عباده ، فإذا علم ذلك فلم تاب عنه بتركه ؟ وهل كان ذلك إلا لأنه رآه مؤثرا في قلبه أثرا يمنعه عن بلوغ المقام المحمود الذي قد وعد به ؟ أفترى أن الصديق رضى الله عنه بعد أن شرب اللبن وعلم أنه على غير وجه أدخل أصبعه في حلقه ليخرجه حتى كاد يخرج معه روحه ما علم من الفقه هذا القدر ؟ وهو أن ما أكله عن جهل فهو غير آثم به ، ولا يجب في فتوى الفقه إخراجه ؟ فلم تاب عن شرابه بالتدارك على حسب إمكانه بتخليه المعدة عنه ؟ وهل كان ذلك إلا لسر وقر في صدره عرفه ذلك السر أن فتوى العامة حديث آخر ، وأن خطر طريق الآخرة لا يعرفه إلا الصديقون ، فتأمل أحوال هؤلاء الذين هم أعرف خلق الله بالله وبطريق الله وبمكر الله وبمكامن الغرور بالله ، وإياك مرة واحدة أن تغرك الحياة الدنيا ، وإياك ثم إياك ألف ألف مرة ، أن يغرك بالله الغرور ، فهذه أسرار من استنشق مبادىء روائحها علم أن لزوم التوبة النصوح ملازم للعبد السالك في طريق الله تعالى في كل نفس من أنفاسه ولو عمّر عمر نوح ، وأن ذلك واجب على الفور من غير مهلة ، ولقد صدق أبو سليمان الدارانى حيث قال : لو لم يبك العاقل فيما بقى من عمره إلا على تفويت ما مضى منه فى غير الطاعة لكان خليقا أن يحزنه ذلك إلى الممات ، فكيف من يستقبل ما بقي من عمره بمثل ما مضى من جهله ؟ وإنما قال هذا لأن العاقل إذا ملك جوهرة نفيسة وضاعت منه بغير فائدة بكى عليها لا محالة ، وإن ضاعت منه وصار ضياعها سبب هلاكه كان بكاؤه منها أشد وكل ساعة من العمر بل كل نفس جوهرة نفيسة لا خلف لها ولا بدل منها ، فإنها صالحة لأن توصلك إلى سعادة الأبد ، وتنقذك من شقاوة الأبد وأى جواهر أنفس من هذا ؟ فإذا ضيعتها في الغفلة فقد خسرت خسرانا مبينا ، وإن صرفتها إلى معصية فقد هلكت هلاكا فاحشا . فإن كنت لا تبكى على هذه المعصية فذلك لجهلك ، ومصيبتك بجهلك أعظم من كل مصيبة ، لكن الجهل مصيبة لا يعرف المصاب بها أنه صاحب مصيبة ، فإن نوم الغفلة يحول بينه وبين معرفته ، والناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا . فعند ذلك ينكشف لكل مفلس إفلاسه ولكل مصاب مصيبته ، وقد رفع الناس عن التدارك .

     قال بعض العارفين : إن ملك الموت عليه السلام إذا ظهر للعبد أعلمه أنه بقى من عمرك ساعة ، وإنك لا تستأخر عنها طرفة عين ، فيبدو للعبد من الأسف والحسرة ما لو كانت له الدنيا بحذافيرها لخرج منها على أن يضم إلى تلك الساعة ساعة أخرى ليستعتب فيها ويتدارك تفريطه فلا يجد إليه سبيلا ، وهو أول ما يظهر من معانى قوله تعالى : ﴿ وحيل بينهم وبين ما يشتهون ﴾ (سبأ : 54)  وإليه الإشارة بقوله تعالى: ﴿ من قبل أن يأتى أحدكم الموت فيقول رب لو لا أخرتنى إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين * ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها ﴾ (المنافقون : 10 ، 11) فقيل : الأجل القريب الذي يطلبه معناه : أنه يقول عند كشف الغطاء للعبد : يا ملك الموت أخرنى يوما أعتذر فيه إلى ربى وأتوب وأتزود صالحا لنفسى ، فيقول : فنيت الأيام فلا يوم فيقول فأخرنى ساعة ، فيقول فنيت الساعات فلا ساعة فيغلق عليه باب التوبة فيتغرغر بروحه وتتردد أنفاسه في شراسفه ، ويتجرع غصة اليأس عن التدارك وحسرة الندامة على تضييع العمر ، فيضطرب أصل إيمانه في صدمات تلك الأحوال ، فإذا زهقت نفسه فإن كان سبقت له من الله الحسنى خرجت روحه على التوحيد فذلك حسن الخاتمة ، وإن سبق له القضاء بالشقوة - والعياذ بالله - خرجت روحه على الشك والاضطراب وذلك سوء الخاتمة ولمثل هذا يقال : ﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ﴾ (النساء : 18) وقوله : ﴿ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ﴾ (النساء : 17) ومعناه عن قرب عهد بالخطيئة بأن يتندم عليها ويمحو أثرها بحسنة يردفها بها قبل أن يتراكم الرين على القلب فلا يقبل المحو ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ((أتبع السيئة الحسنة تمحها)) ولذلك قال لقمان لابنه : يا بنى لا تؤخر التوبة ، فإن الموت يأتى بغتة ، ومن ترك المبادرة إلى التوبة بالتسويف كان بين خطرين عظيمين (أحدهما) أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصى حتى يصير رينا وطبعا فلا يقبل المحو ، (الثاني) أن يعاجله المرض أو الموت فلا يجد مهلة للاشتغال بالمحو ، ولذلك ورد في الخبر ((أن أكثر صياح أهل النار من التسويف حديث إن أكثر صياح أهل النار من التسويف)) [12] فما هلك من هلك إلا بالتسويف ، فيكون تسويده القلب نقدا ، وجلاؤه بالطاعة نسيئة إلى أن يختطفه الموت فيأتى الله بقلب غير سليم ولا ينجو إلا من أتى الله بقلب سليم ، فالقلب أمانة الله تعالى عند عبده ، والعمر أمانة الله عنده ، وكذا سائر أسباب الطاعة ، فمن خان في الأمانة ولم يتدارك خيانته فأمره مخطر .

    قال بعض العارفين : إن لله تعالى إلى عبده سرين يسرهما إليه على سبيل الإلهام : (أحدهما ) إذا خرج من بطن أمه يقول له : عبدي قد أخرجتك إلى الدنيا طاهرا نظيفا واستودعتك عمرك وائتمنتك عليه فانظر كيف تحفظ الأمانة وانظر إلى كيف تلقانى والثانى عند خروج روحه يقول عبدى ماذا صنعت في أمانتى عندك هل حفظتها حتى تلقانى على العهد فألقاك على الوفاء ، أو أضعتها فألقاك بالمطالبة والعقاب ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : ﴿ أوفوا بعهدي أوف بعهدكم ﴾ (البقرة : 40)

    ليست هناك تعليقات:

    Fashion

    Beauty

    Travel